بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلينـ سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينـ ..
وبعد..
جاء في بحار الأنوار ص 213 ، 214 ج 41 الرواية التالية.
عن عمار الساباطي قال: قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن فنزل بأيوان كسرى، وكان معه دلف بن مجير، فلما صلى قام وقال لدلف: قم معي، وكان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف: كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا، ويقول دلف: هو والله كذلك، فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول: يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الاشياء في هذه المساكن ، ثم نظر عليه السلام إلى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة ، ثم جاء عليه السلام إلى الايوان وجلس فيه، ودعا بطشت فيه ماء، فقال للرجل: دع هذه الجمجمة في الطشت، ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كيف حالك ؟ قال: يا أمير المؤمنين إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما، لا أرضى بظلم، ولكن كنت على دين المجوس، وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي، فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد، فهممت أن اؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والارض ومن شرف أهل بيته، ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك، فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم اؤمن، فأنا محروم من الجنة بعدم إيماني به، ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية، وأنا في النار والنار محرمة علي، فواحسرتاه لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ويا أمير امته....
وفي مدينة المعاجز لهاشم البحراني (1107 هـ) الجزء1 صفحة226
142 - الشيخ البرسي : وروى هذا الحديث إلى أن قال : ثم نظر - صلى الله عليه وآله - [ إلى ] جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة [ وكانت مطروحة ] ثم جاء - ع - إلى الإيوان وجلس فيه ودعا بطست فيه ماء فقال للرجل : دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال : أقسمت عليك ( بالله ) يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت فقالت الجمجمة بلسان فصيح : أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبدك وابن عبدك أمتك كسرى أنو شيروان . فقال [ له ] أمير المؤمنين - ع - : كيف حالك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين عليك السلام إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم ولكن كنت على دين المجوس وقد ولد محمد - صلى الله عليه وآله - في زمان ملكي فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد فهممت [ أن ] أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به فأنا محروم من الجنة بعد أيماني به ولكني مع هذا الكفر خلصني الله من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية فأنا في النار والنار محرمة علي فواحسرتاه لو آمنت به لكنت معكم يا سيد أهل بيت محمد ويا أمير المؤمنين قال : فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهليهم وأخبروهم بما كان وبما جرى من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين فقال المخلصون منهم : إن أمير المؤمنين عبد الله ووليه ووصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال بعضهم : [ بل ] هو النبي - صلى الله عليه وآله - وقال بعضهم : بل هو الرب هو مثل عبد الله بن سبأ وأصحابه وقالوا لولا أنه الرب (وإلا) كيف يحيي الموتى قال : فسمع بذلك أمير المؤمنين فضاق صدره و أحضرهم وقال : يا قوم غلب عليكم الشيطان ( واستحوذ عليكم إن أنا إلا عبد أنعم الله علي بإمامته وولايته ووصية رسول الله - صلى الله عليه وآله - ( والإمامة من قبل ) فارجعوا عن الكفر فأنا عبد الله وابن عبده ومحمد - صلى الله عليه وآله - خير مني وهو أيضا عبد الله وإن نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعضهم عن الكفر وبقي قوم على الكفر ما رجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين ع بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق منهم في البلاد قوم قالوا : لولا أن فيه الربوبية وإلا فما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان الخمسون كلام جمجمة أخرى والسمك
نفس الرحمن في فضائل سلمان لميرزا حسين النوري الطبرسي (1320 هـ) صفحة643
وفي فضائل شاذان بن جبرئيل القمي عن عمار الساباطي قال : ( قدم أمير المؤمنين المدائن فنزل بإيوان كسرى وكان معه دلف بن بحير فلما صلى قام وقال لدلف : قم معي وكان معهم جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف : هو والله كذلك ( فما زال كذلك ) حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ( وأخبر عن جميع ما كان فيها ) ودلف يقول : يا سيدي ومولاي ! كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه الأمكنة ثم نظر ( ع ) إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة - ( وكانت مطروحة ) - ثم جاء ( ع ) إلى الإيوان ( و ) جلس فيه ودعا بطست فيه ماء فقال للرجل : دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال ( ع ) : أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح : أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين ( وإمام المتقين ) وأما أنا فعبد ( عبد ) ك ( وابن عبدك ) وابن أمتك كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين ع : كيف حالك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ! إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم ولكني كنت على دين المجوسية وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي فسقط من شرفات ثلاث وعشرون شرفة ليلة ولد فهممت أن أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكن غفلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك فيا لها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به فأنا محروم من الجنة لعدم إيماني به ولكن مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية فأنا في النار والنار محرمة علي فواحسرتاه لو آمنت ( به ) لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ويا أمير أمته قال : فبكى الناس وانصرف القوم - الخبر )
الأنوار العلوية لجعفر النقدي (1370 هـ) صفحة129
(وفي المناقب) عن عمار الساباطي : قال قدم أمير المؤمنين ع المدائن فنزل بايوان كسرى وكان معه دلف بن بحير فلما صلى وقام قال لدلف قم معي وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زالوا يطوفون منازل كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف هو والله كذلك فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكين ثم نظر علي " ع " إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه خذ هذه الجمجمة ثم جاء إلى الايوان وجلس فيه ودعا " ع " بطشت فيه ماء فقال للرجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثم قال أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من انا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح : اما أنت فأمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الوصيين واما انا فعبد الله وابن أمته كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين " ع " كيف حالك ؟ فقال يا أمير المؤمنين كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا لا أرضى بظلم أحد ولكن كنت على دين المجوس وقد ولد محمد في زمان ملكي فسقطت من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد فيها فهممت أن آمن من كثرة ما سمعت من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكني تغافلت عنه وتشاغلت منه في الملك فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن فأنا محروم من الجنة لعدم ايماني ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية وانا في النار والنار محرمة علي فوا حسرتا لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل البيت ويا أمير أمة محمد قال فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهليهم وأخبروهم بما كان وما جرى فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين " ع " فقال المخلصون منهم ان أمير المؤمنين عبد الله وابن عبده ووليه ووصي رسول الله وقال بعضهم بل هو النبي وقال بعضهم بل هو الرب وقالوا لولا أنه الرب كيف يحيي الموتى قال فسمع أمير المؤمنين " ع " بذلك فضاق صدره فأحضرهم وقال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن انا إلا عبد الله أنعم علي بإمامته وولايته وولايته ووصية رسوله فارجعوا من الكفر فأنا عبد الله وابن عبده ومحمد خير مني وهو أيضا عبد الله وابن عبده وإن نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعضهم من الكفر وبقي قوم على الكفر وما رجعوا فألح أمير المؤمنين (ع) عليهم بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق قوم منهم في البلاد وقالوا لولا أن فيه الربوبية ما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان .
وبعد..
جاء في بحار الأنوار ص 213 ، 214 ج 41 الرواية التالية.
عن عمار الساباطي قال: قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن فنزل بأيوان كسرى، وكان معه دلف بن مجير، فلما صلى قام وقال لدلف: قم معي، وكان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف: كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا، ويقول دلف: هو والله كذلك، فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول: يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الاشياء في هذه المساكن ، ثم نظر عليه السلام إلى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة ، ثم جاء عليه السلام إلى الايوان وجلس فيه، ودعا بطشت فيه ماء، فقال للرجل: دع هذه الجمجمة في الطشت، ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كيف حالك ؟ قال: يا أمير المؤمنين إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما، لا أرضى بظلم، ولكن كنت على دين المجوس، وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي، فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد، فهممت أن اؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والارض ومن شرف أهل بيته، ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك، فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم اؤمن، فأنا محروم من الجنة بعدم إيماني به، ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية، وأنا في النار والنار محرمة علي، فواحسرتاه لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ويا أمير امته....
وفي مدينة المعاجز لهاشم البحراني (1107 هـ) الجزء1 صفحة226
142 - الشيخ البرسي : وروى هذا الحديث إلى أن قال : ثم نظر - صلى الله عليه وآله - [ إلى ] جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة [ وكانت مطروحة ] ثم جاء - ع - إلى الإيوان وجلس فيه ودعا بطست فيه ماء فقال للرجل : دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال : أقسمت عليك ( بالله ) يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت فقالت الجمجمة بلسان فصيح : أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبدك وابن عبدك أمتك كسرى أنو شيروان . فقال [ له ] أمير المؤمنين - ع - : كيف حالك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين عليك السلام إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم ولكن كنت على دين المجوس وقد ولد محمد - صلى الله عليه وآله - في زمان ملكي فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد فهممت [ أن ] أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكني تغافلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به فأنا محروم من الجنة بعد أيماني به ولكني مع هذا الكفر خلصني الله من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية فأنا في النار والنار محرمة علي فواحسرتاه لو آمنت به لكنت معكم يا سيد أهل بيت محمد ويا أمير المؤمنين قال : فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهليهم وأخبروهم بما كان وبما جرى من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين فقال المخلصون منهم : إن أمير المؤمنين عبد الله ووليه ووصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال بعضهم : [ بل ] هو النبي - صلى الله عليه وآله - وقال بعضهم : بل هو الرب هو مثل عبد الله بن سبأ وأصحابه وقالوا لولا أنه الرب (وإلا) كيف يحيي الموتى قال : فسمع بذلك أمير المؤمنين فضاق صدره و أحضرهم وقال : يا قوم غلب عليكم الشيطان ( واستحوذ عليكم إن أنا إلا عبد أنعم الله علي بإمامته وولايته ووصية رسول الله - صلى الله عليه وآله - ( والإمامة من قبل ) فارجعوا عن الكفر فأنا عبد الله وابن عبده ومحمد - صلى الله عليه وآله - خير مني وهو أيضا عبد الله وإن نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعضهم عن الكفر وبقي قوم على الكفر ما رجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين ع بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق منهم في البلاد قوم قالوا : لولا أن فيه الربوبية وإلا فما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان الخمسون كلام جمجمة أخرى والسمك
نفس الرحمن في فضائل سلمان لميرزا حسين النوري الطبرسي (1320 هـ) صفحة643
وفي فضائل شاذان بن جبرئيل القمي عن عمار الساباطي قال : ( قدم أمير المؤمنين المدائن فنزل بإيوان كسرى وكان معه دلف بن بحير فلما صلى قام وقال لدلف : قم معي وكان معهم جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف منازل كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف : هو والله كذلك ( فما زال كذلك ) حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ( وأخبر عن جميع ما كان فيها ) ودلف يقول : يا سيدي ومولاي ! كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه الأمكنة ثم نظر ( ع ) إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة - ( وكانت مطروحة ) - ثم جاء ( ع ) إلى الإيوان ( و ) جلس فيه ودعا بطست فيه ماء فقال للرجل : دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال ( ع ) : أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح : أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين ( وإمام المتقين ) وأما أنا فعبد ( عبد ) ك ( وابن عبدك ) وابن أمتك كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين ع : كيف حالك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ! إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم ولكني كنت على دين المجوسية وقد ولد محمد صلى الله عليه وآله في زمان ملكي فسقط من شرفات ثلاث وعشرون شرفة ليلة ولد فهممت أن أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكن غفلت عن ذلك وتشاغلت عنه في الملك فيا لها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به فأنا محروم من الجنة لعدم إيماني به ولكن مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية فأنا في النار والنار محرمة علي فواحسرتاه لو آمنت ( به ) لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ويا أمير أمته قال : فبكى الناس وانصرف القوم - الخبر )
الأنوار العلوية لجعفر النقدي (1370 هـ) صفحة129
(وفي المناقب) عن عمار الساباطي : قال قدم أمير المؤمنين ع المدائن فنزل بايوان كسرى وكان معه دلف بن بحير فلما صلى وقام قال لدلف قم معي وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زالوا يطوفون منازل كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف هو والله كذلك فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكين ثم نظر علي " ع " إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه خذ هذه الجمجمة ثم جاء إلى الايوان وجلس فيه ودعا " ع " بطشت فيه ماء فقال للرجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثم قال أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من انا ومن أنت ؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح : اما أنت فأمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الوصيين واما انا فعبد الله وابن أمته كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين " ع " كيف حالك ؟ فقال يا أمير المؤمنين كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا لا أرضى بظلم أحد ولكن كنت على دين المجوس وقد ولد محمد في زمان ملكي فسقطت من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد فيها فهممت أن آمن من كثرة ما سمعت من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض ومن شرف أهل بيته ولكني تغافلت عنه وتشاغلت منه في الملك فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن فأنا محروم من الجنة لعدم ايماني ولكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من النار ببركة عدلي وإنصافي بين الرعية وانا في النار والنار محرمة علي فوا حسرتا لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل البيت ويا أمير أمة محمد قال فبكى الناس وانصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهليهم وأخبروهم بما كان وما جرى فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين " ع " فقال المخلصون منهم ان أمير المؤمنين عبد الله وابن عبده ووليه ووصي رسول الله وقال بعضهم بل هو النبي وقال بعضهم بل هو الرب وقالوا لولا أنه الرب كيف يحيي الموتى قال فسمع أمير المؤمنين " ع " بذلك فضاق صدره فأحضرهم وقال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن انا إلا عبد الله أنعم علي بإمامته وولايته وولايته ووصية رسوله فارجعوا من الكفر فأنا عبد الله وابن عبده ومحمد خير مني وهو أيضا عبد الله وابن عبده وإن نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعضهم من الكفر وبقي قوم على الكفر وما رجعوا فألح أمير المؤمنين (ع) عليهم بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق قوم منهم في البلاد وقالوا لولا أن فيه الربوبية ما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق