الأحد، 20 ديسمبر 2020

رد شبهة : "إنكن لأنتن صواحب يوسف":



بسم الله الرحمن الرحيم


[[لَمَّا اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ قيلَ له في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي فَعَاوَدَتْهُ، قَالَ: مُرُوهُ فيُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ]] .

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري




الرد سيكون من وجهين :


الوجه الأول : 

اما ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضجر من كثرة الحاح زوجتيه  في مراجعته لأمره، فذكر ان النساء من شأنهن كثرة المراجعة والالحاح ولو بالرأي الخطأ ،ويحاولن صرف ذي الرأي عن رأيه .أي انه يقول انكن يا جنس النساء من كان منكن صواحب يوسف، ومعلوم قصتهن في الالحاح على يوسف عليه السلام بالرأي السوء .ولهذا المعنى ذهب ابن تيمية رحمه الله بقوله (أي ان النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب وصرفه عن رأيه )بتصرف وعلى هذا يكون الخطاب عاما في حق النساء وليس موجها لعائشة وحفصة خاصة كما يقول بذلك الروافض قبحهم الله


والوجه الآخر 

عملا بأنه لا مجاز في اللغة، فمعني قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن السيدتين عائشة وحفصة قد أشبهتا صواحب يوسف في أمر واحد وفقط وهو الإلحاح في المسألة.

وربما يكون ذلك تقريعا شديدا منه لأمَّيِ المؤمنين،  والمروي عنه أن من سبه الرسول (صلى الله عليه وسلم) حصلت له المغفرة كما ورد بشأن الأقرع بن حابس والله أعلم..


/


بخصوص منهج الروافض في تفسير النصوص والمواقف...فهم مستميثون لجعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم خاصا بعائشة وحفصة رضي الله عنهما...كما يستميتون أيضا في جعل "من" تبعيضية في ختام سورة الفتح.... { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح. وهدفهم هو إخراج جماهير الصحابة من أن يمسهم الوعد الإلهي....وليس لهم دليل إلا الأهواء. لكن الأمر الملحوظ في القوم أن الشغل الشاغل عندهم هو التنقيص من الصحابة .....حتى ولو كانت تلك "النقيصة " تخدم المذهب الشيعي.

.لذلك كان أئمة الإسلام يحذرون من الروافض باعتبارهم لا يريدون إلا هدم الإسلام بخلاف غيرهم من أرباب المقالات الذين كانوا يدافعون عن مذاهبهم العقدية والخلقية......الروافض لا مذهب لهم وليس فكرة "آل البيت" ودعوى الانتساب إليها والدفاع عنها إلا تبريرا لإخفاء البرنامج التخريبي الأصلي.

وهذا مثال واضح على منهج القوم.


أولا نكشف عن عناصر الموقف:

-الرسول صلى الله عليه وسلم –بأبي وأمي هو- يستعد للقاء ربه.

-المسلمون لا بد أن يبايعوا خليفة بعد نبيهم .

-الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أبا بكر للصلاة بالناس....وهذا مؤشر قوي جدا على تزكية أبي بكر.....

-عائشة رضي الله عنها تتردد وتتلكأ.


لكن أنظر إلى غباء الروافض....فهم يعتبرون عائشة " ناصبية" مع أن ظاهر الأمر هنا أنها "رافضية"-وحاشاها من الوصفين- فلو كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه ليصلي بالناس لساغ للرافضة أن يقولوا كرهت عائشة وترددت في ابلاغ الامر لأن الناس سيفهمون قصد نبيهم وتكون الامامة في الصلاة معبرا الى الامامة العظمى...لكن كيف ترددت والموقف ينادي بالمصلحة لأبيها؟؟


الرافضة لم ينتبهوا إلى أن تردد عائشة هو في" مصلحة الروافض"...وأنها تريد عرقلة وصول أبيها الى الخلافة......وهذه حجة قاطعة على رؤوس الروافض جميعهم الذين يخترعون فرضية مؤامرة ما......وقد استطاعت عائشة الصديقة أن تبطل فرضية المؤامرة من اصلها وما ذلك إلا بتوفيق إلهي- وليس بذكائها كما زعم عباس العقاد-...حتى لو أدى ذلك إلى بعض غضب الرسول صلى الله عليه وسلم.....واجتهادها معتبر...بالنظر إلى تقديرها الجيد للمصلحة الراجحة ولها في أسوء الأحوال أجر واحد...


والحمد لله   رب العالمين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق