الثلاثاء، 10 يوليو 2012

متى تجوز الرواية عن المبتدع ؟


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين:


ذهب كثير من الحفاظ الى عدم جواز الرواية عن المبتدع فيما يؤيد بدعته وكان داعية فذكروا هنا شروط :

1- ان يكون داعية .
2- ان لايكون الحديث فيما يؤيد بدعته .

هذا متعلق المسألة فقط ولسنا بصدد الكلام عن رواية اهل البدع ففيها اقوال وتشاعيب ....أ
نما القصد ذكر هذا القول لاشتهارة و تنصيص اهل المتون في المصطلح عليه كالحافظ ابن حجر في النزهة....

والظاهر والله اعلم ان المسألة منوطة بالصدق وعدم الكذب والوهم هذا المناط ......
فلا يرد حديث المبتدع وان كان فيما يؤيد بدعته مطلقا ....

وقد روى الائمة لبعض من دعا الى بدعة وفيما يؤيد بدعتة كما روى البخارى وغيره لعدى ابن ثابت الحديث المشهور حديث على (( لايحبك الامؤمن ولايبغضك الامنافق )) .....
وعدى قاص الشيعة وكبيرهم .
وكذلك رووا لقيس ابن أبي حازم وعمران بن حطان وغيرهم .

قال ابن المديني رحمه الله (( لو تركت أهل البصرة للقدر وتركت أهل الكوفة للتشيع لخربت الكتب )) .

ولهذا قال ابن رجب رحمه الله في شرح العلل : ((وعلى هذا المأخذ فقد يستثني من اشتهر بالصدق والعلم ، كما قال أبو داود ( ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج . ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج ) .

وحتى تجد هذا الكلام محققا راجع أول التنكيل للعلامة المعلمي رحمه الله فقد ذكر هذه المسألة وخرج الى جواز الرواية عن الداعية اذا كان صادق اللهجة ضابطا لما يروي حتى وان كان يؤيد ما ذهب اليه ...
وهذا قول شيخنا الشيخ عبدالله السعد واختياره حفظه الله .

لكن المح المعلمى الى ملمح خفى مهم ....والحقيقة اني لا اذكر موضعه ولكنه اذا لم يكن في التنكيل فأنه في رسالة صغيره له لم يتمها رحمه الله بعنوان الاستبصار في نقد الاخبار او ما شابه ذلك لانهما اخر كتابين قراتهما له رحمه الله .

أقول ألمح رحمه الله الى ان الداعية وان كان صادقا غير متعمد الكذب فأنه في نفسه هوى لما يدعوا اليه قلما يسلم منه مخلوق فقد يحصل له ميل الى ما يدعو اليه فيدخل عليه الخطأ من حيث لا يعلم من جهة انه قد يميل الى لفظة وردت فيه ما يحتج به رغم ان غيرها اصح وهذا ميل غير متعمد ....ألخ .

وهذا ملمح نفيس ينبغى التنبه له فيحتاط حال رواية المبتدع لما يؤيد بدعته...لكن لاترد مطلقا لا اذا اريد هجره بالرد وخلافه من الاسباب الاخرى وعلى هذا يحمل كلام الامام احمد ....

وعندي تفصيل زائد وهو اعتبار الزمن في ذلك فما كان من أهل الزمن المتقدم من البدع فأنه اقل ردا فأن خروجهم كان عن تأله وديانة وشبه عرضت لهم مع عدم فشو الكذب ومقت الكاذبين والتشديد عليهم واعتباره عيبا شنيعا فكان حتى الكافر يتجاسر ويتجافى الوقوع فيه .....

وهذا اذا اضيف الى بقية التفصيل الذي ذكره الائمة كتنوع البدع من خفيفة الى عظيمة وأختلاف بدعة الخوارج والتشيع والارجاء بينها البعض وعن غيرها مع اختلاف التشيع الاول والخروج عن ما عليه المتأخرين منهم .......
اقول اذا اضفت هذا الى ذاك فلعلك تخرج بما يفيدك في هذا الامر ويضبط اشتاته والله اعلم ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق